Monuments and Secrets
Siwa the Lost Paradise

Article by
Dr. Zahi Hawas

Part Three

Part Two

آثار وأسـرار
ســـيوة‏..‏ الجــنة المفقـــودة
بقلم‏:‏ د‏.‏ زاهي حواس

 

ظللت أبحث طوال حياتي عن بقعة أرض لم تلوثها يد بشرية منذ قديم الأزل قبل نشأة الحضارات‏,‏ وظللت أنتظر لفترة طويلة حتي يتحقق هذا الحلم وأخيرا وجدت غايتي المنشودة وجدت حلمي القديم وجدت الجنة المفقودة‏..‏ إنها سيوة ساحرة مصر والواحات الخمس‏,‏ فهي بقعة خلابة حيث تعتبر جنة الأرض‏;‏ فيها الهدوء والطبيعة البدائية‏,‏ بالإضافة إلي سماحة أهلها‏.‏

وتتميز سيوة بصفة غاية في الأهمية وهي أنها المكان الوحيد الذي تجد فيه الكل يعمل علي الحفاظ علي خصوصيتها وجمالها‏,‏ إنها كنز من كنوز مصر المدفونة‏,‏ وهذا الكنز يجب أن نحافظ عليه ونبقيه مدفونا ولا نستخرجه‏,‏ لأن سحره في عدم إعلانه‏,‏ بل أكثر من ذلك‏,‏ فإننا يجب أن ننتبه إلي خطواتنا التي نخطوها علي هذه الأرض‏,‏ فنتمني ألا يزورها سوي من يقدرها حق قدرها ويعرف قيمتها‏.‏ لذلك نحلم لهذا الكنز أن يظل كما هو مدفونا ولا نقترب منه بل نتركه كما هو‏.‏

زرت سيوة مرات عديدة من قبل‏,‏ فأنا عاشق للصحراء‏,‏ فكانت آخر زياراتي لها منذ نحو أربع سنوات‏,‏ هذه الزيارة التي جعلتني أصرخ خوفا علي هذه البقعة الجميلة الموجودة علي أرض مصر‏,‏ وسبب هذا الخوف أنني وجدت المسئول عن المدينة في ذلك الوقت قد قام بتكسية حمام كليوباترا بالسيراميك كي يبدو جميلا خلابا‏!‏ ويومها وجدت الحزن يعتصر قلبي وتمنيت ألا أقابل هذا الرجل‏,‏ لأنه قام بجريمة كبري في حق تاريخنا وحضارتنا‏.‏ وبرغم أن هذا الحمام لا يمت لكليوباترا بصلة‏,‏ إلا أنه يعتبر أثرا فريدا بسبب تلك العيون التي تقطر مياها مقدسة‏,‏ مما جعل العامة يعتقدون أن الملكة الساحرة كليوباترا السابعة كانت تشرب من هذه العين‏,‏ بل ذهب البعض إلي قول إنها كانت تستحم داخل هذا الحمام‏,‏ ولذلك يقصده الناس من كل مكان‏.‏



وهذه الجريمة التي اقترفها هذا المسئول الحكومي آنذاك تجعلنا من الآن نعمل علي وضع مخطط عام للحفاظ علي المدن والقري الأثرية‏,‏ كما يحدث في كل بلاد العالم‏,‏ وتكون مهمة المسئول فقط هي الحفاظ علي المخطط وتنفيذه‏,‏ وليس من حقه أن يغير من هذا العمل بل وليس من حقه الموافقة علي إقامة مشاريع ليست من ضمن المخطط العام‏.‏ وقد رأينا ماذا حدث للأقصر بعد إقامة الكوبري وانتشار العشوائيات في كل مكان‏,‏ ولذلك يجب أن نحذر من الآن من فكرة إقامة مطار في سيوة فهذه هي البداية لتدمير هذه الواحة لأن المطار سوف يجذب السياحة الرخيصة وهذه الواحة يجب أن يزورها من يقدر ثمنها‏.‏

ومن الأشياء التي اثارت انتباهي أيضا عندما زرت سيوة منذ أربع سنوات هو البناء العشوائي بالأسمنت المسلح علي أرض هذه الواحة الهادئة‏,‏ مما جعل التلوث البصري واضحا في كل مكان‏,‏ بل والألوان التي طليت بها المنازل ليست لها صلة بطبيعتها وخصوصيتها‏,‏ وقد يكون هذا البناء تم عن طريق بعض الغرباء‏;‏ لأن خصوصية سيوة في مبانيها المبنية بالطين ذات طراز سيوي معروف‏.‏

 

وفي ذلك الوقت، وفي أثناء وجودي بواحة سيوة قام بعض الأجانب وهما سيدة وزوجها من إحدي الدول الأوروبية‏,‏ حيث كانا يحضران إلي سيوة كل عام ويقيمان بالشهور داخل تلك البيوت المتنقلة أو ما يطلق عليه كرافان ومعهما أموال طائلة‏,‏ فقاما بشراء العديد من التحف الفنية الرائعة التي ليس لها مثيل ويحتفظ بها أهالي سيوة في منازلهم وهي عبارة عن مصوغات فضية وذهبية تصلح لإقامة متحف لتاريخ سيوة الحديث‏.‏ وللأسف وأمام كل أهالي سيوة نقلت هذه السيدة وزوجها هذه الكنوز إلي الخارج وبطريقة رسمية فهي غير مسروقة‏,‏ ليتم عرضها في الخارج بعيدا عن موطنها الأصلي‏.‏
 

 

أما الموضوع الأخير الذي أزعجني،  بل وأغضب الكثيرين مثلي، فهو قيام سيدة يونانية بالتعاون مع العاملين في الآثار بعقد مؤتمر صحفي عالمي للإعلان عن كشف مقبرة الإسكندر الأكبر في سيوة‏,‏ وتناقلت وكالات الأنباء هذا الخبر في كل مكان‏,‏ خاصة أن الإعلان جاء من المسئول الأول عن الآثار في مصر في ذلك الوقت‏,‏ وفي هذا اليوم اتصلت بي السفارة اليونانية في القاهرة يعلنون عن قلقهم من هذا الإعلان‏,‏ لأن هذه السيدة اليونانية غير متخصصة ولا تتبع لمؤسسة علمية‏.‏ ويومها قمت ومعي الراحل العظيم الدكتور جمال مختار بالإعلان بأن هذا الكشف وهمي لأن هذا الموقع عبارة عن معبد كشفه من قبل الألماني شتيندروف‏,‏ كما أن كل الأدلة المكتوبة تشير إلي أن الإسكندر الأكبر دفن في الإسكندرية‏,‏ وجاءت بعثة يونانية إلي مصر وزاروا سيوة وأعلنوا عدم صحة الكشف‏,‏ ويومها قيل إن المجلس الأعلي للآثار مؤسسة علمية تتعامل مع العلماء وكيف تتعامل مع سيدة غير متخصصة‏.‏

وعندما تولي الدكتور جاب الله علي جاب الله أمانة المجلس الأعلي للآثار أصدر قرارا جديا مهما من اللجنة الدائمة بإيقاف عمل البعثة‏.‏ وللعجب قامت هذه السيدة برفع دعوي عاجلة ضد المجلس أمام القضاء بمرسي مطروح‏.‏ ولا أعرف حتي الآن كيف تجرأت علي ذلك ولو كانت عالمة متخصصة لما لجأت إلي ذلك‏,‏ ولكن هذا هو أسلوب المغامرين الذين سمح لهم بالعمل في آثارنا لمجرد أنهم يتحدثون الإنجليزية‏!‏

أما هذه الزيارة‏,‏ فقد كانت بدعوة من السيدة النشيطة فايزة أبو النجا وزيرة الدولة للشئون الخارجية‏,‏ حيث سافرنا ومعنا مجموعة مهمة من سفراء الدول المهتمة بالحفاظ علي البيئة‏.‏ وكانت هذه الزيارة في إطار الزيارات الميدانية التي يدعو الرئيس حسني مبارك بالقيام بها لمتابعة سير المشروعات المختلفة وتنمية المحافظات ومتابعة أهداف التنمية‏.‏ وفي أثناء ركوبنا الطائرة الخاصة وجدت بجانبي الدكتور علي الصعيدي وزير الصناعة والعديد من المثقفين المصريين والكتاب المهتمين بسيوة‏.‏

وفي أثناء تحليق الطائرة أغمضت عيني لفترة وتذكرت القصص غير السعيدة عن سيوة‏,‏ وفي الوقت نفسه حلمت بالرحلة الصحراوية التي أود أن أقوم بها لزيارة الجلف الكبير والتي سوف تستغرق‏14‏ يوما‏,‏ يكون فيها فندقنا عبارة عن خيمة في الصحراء بصحبة دليل‏,‏ وسوف نبدأ من الواحات البحرية ونمر بالوديان وأشاهد المنطقة الأثرية التي لم أرها مثل أبو بلاص والتي عثر فيها علي المئات من الأواني التي كانت تستخدم لتخزين المياه‏.‏ ويقع الجلف الكبير شمال جبل العوينات بمسافة‏150‏ كم‏,‏ والذي أطلق هذا الاسم علي تلك المنطقة هو الأمير كمال الدين والرحالة جون بول عام‏1932‏ م‏.‏

 

ومنذ اللحظة الأولي لوصولنا إلي الواحة الجميلة جنة مصر‏,‏ بدأت أشعر بأنني في مكان مختلف عن المكان الذي زرته منذ سنوات‏,‏ فأصبح الآن نظيفا ومنظما فتجولت في المدينة فلم أجد أي تعديات حديثة‏,‏ غير مبنيين من تعديات جهات حكومية‏,‏ وأصبحت ألوان المنازل مريحة وعرفت أن الفريق محمد الشحات محافظ مرسي مطروح قد أصدر عند قدومه للمحافظة قرارا بعدم التصريح لأي مبان في سيوة تتعارض مع الطراز السيوي‏.‏ وقد تعمدنا أن نترك الوفد لنتجول في المدينة ونزور المحلات ونذهب للوديان‏,‏ وللحقيقة أشعر بسعادة كبيرة جدا عندما أري مسئولا يحافظ علي البيئة ويؤكد ذلك‏,‏ وذهبنا إلي حمام كليوباترا كي نري كيف أنه تمت إزالة السيراميك وإعادته إلي حالته البيئية الطبيعية وأعاد له جماله‏,‏ ولذلك أقول إن الفريق الشحات استطاع أن يعيد البسمة علي وجوهنا وشعرنا فعلا بأننا في جنة الأرض‏.‏

ومن أجمل التعليقات التي قيلت لي ونحن في طريقنا إلي الفندق هو ما قاله لي السفير فريدناند تروتمانسدورف سفير النمسا بالقاهرة الذي عاش في مصر سنوات وعشقها ودمعت عيناه وهو يتذكر اليوم القريب في مايو المقبل وهو يودع مصر وأصدقاءه‏.‏ وجاء إلي جواري وهو يشير إلي مجموعة من المقابر الرومانية المنقورة في صخر الجبل‏، وقال‏:‏ إنني زرت سيوة‏15‏ مرة فهي أجمل مكان في الدنيا‏,‏ وأتمني ألا يزورها غير السائح الغني الذي يقدر قيمتها‏,‏ بل ويجب تحديد عدد الزائرين حتي لا تضار البيئة بأقدام المغامرين والمشروعات التي تقضي علي قدسيتها‏.‏ وأضاف قائلا‏:‏ إن أسعد أوقات حياتي عندما سمعت من محافظ مطروح أن هناك شركة مقاولات تقوم بالحصول علي أحجار من الجبل وكانت في طريقها لتدمير المقابر الرومانية‏,‏ ولم يتغاض المحافظ النشيط عن هذا العمل فأمر بإيقافها فورا‏,‏ وهنا قلت إن هذا الرجل متحضر ويحتاج منا إلي أن نعلن ذلك كي يحذو حذوه بقية المسئولين عن المدن الأثرية والبيئية‏.‏

وكنت أتابع عن قرب اللقاءات والندوات التي تقيمها الوزيرة فايزة أبو النجا والدكتور علي الصعيدي وزير الصناعة واستطعت أن أعرف أن هذه الزيارة كانت لمتابعة المشروعات التي تتم بتمويل من جهات أجنبية‏,‏ واستطلاع إمكانية الحفاظ علي منطقة سيوة بما يتناسب مع الطبيعة الخاصة بها‏,‏ والحفاظ علي خصوصيتها عن طريق إقامة مشروعات ذات بعد بيئي‏;‏ وذلك عن طريق إقامة مشروعات سياحية تراعي هذا البعد‏,‏ وكذلك تنمية الصناعات الغذائية بالواحة‏,‏ خاصة صناعة زيت الزيتون والتمور وإقامة مصنع لتجفيف التمور وتعبئتها‏.‏
هذا بالإضافة إلي تنمية المشغولات اليدوية وتشجيع سيدات سيوة علي إنتاج هذا النوع من المشغولات وتطويرها لإيجاد مصدر ربح ثابت‏,‏ بالإضافة إلي استمرار إنتاج هذه المشغولات قبل أن تفني وتندثر‏. وقد زاد شعوري بالسعادة عندما علمت بوجود جمعية أهلية في سيوة هدفها تنمية الواحة‏,‏ وذلك عن طريق منح الأسرات المنتجة وسيدات سيوة قروضا صغيرة ميسرة لإقامة مشروعات تتناسب مع سيوة‏,‏ والعمل علي عدم اندثار هذه الصناعات اليدوية السيوية‏,‏ التي تبرز شخصية سيوة الفريدة‏.‏

وتقوم إيطاليا بدور فعال في هذا الشأن عن طريق مشروع بيئي متكامل في أماكن كثيرة وأهمها دعم هذه الجمعية الأهلية‏,‏ كما تقوم حكومة كندا من خلال الجمعية أيضا بطلاء واجهات المنازل وبنائها علي الطراز السيوي‏.‏ ويقوم الفريق الشحات بالوقوف خلف الجمعية من خلال التأكيد أن الدعم المصري الأجنبي يسير في الطريق الصحيح‏.‏ وهذا يؤكد أننا يجب أن نشجع التبرع والتطوع‏,‏ والذي يجب أن يتم من خلال تشجيع رجال الأعمال للتبرع لتنمية هذه المشروعات‏,‏ وإقامة برامج ثقافية تمول عن طريقهم‏.‏

وفي خصوص موضوع التبرع يجب أن نعمل جاهدين علي تنظيف الأفكار القديمة‏,‏ ونبذ فكرة أن المتطوع له غرض شخصي‏,‏ والبعد عن الخوف والعمل علي تسخير وقتنا ومجهوداتنا في مصلحة بلدنا‏,‏ لأننا يجب أن نعرف أن العالم وصل علي القمة بفضل التبرع والتطوع‏.‏

وقد أقيمت ندوة لطرح هذه الأفكار ومناقشة المفيد منها‏.‏ وأشارت فايزة أبو النجا في حديثها إلي أننا سوف نعمل مع أهالي سيوة لجذب استثمارات تراعي خصوصيات هذه الواحة الجميلة‏,‏ بحيث نجعل من سيوة منطقة جذب وتحويلها إلي منتجع سياحي بيئي من الطراز الأول في العالم‏,‏ وهذا لن يتم إلا بالحفاظ علي الطبيعة الخاصة لسيوة والموارد المائية بها‏.‏ وهو من الموضوعات التي طرحت بالتفصيل للوصول إلي ضرورة الحفاظ عليها‏.‏

وقد كان هناك قلق من زيارة الدكتور علي الصعيدي ليس قلقا من شخصه‏;‏ وإنما لكونه وزيرا للصناعة‏,‏ لإقامة مشروعات صناعية في سيوة يمكن أن يقضي علي خصوصيتها‏,‏ ولكن من خلال مشاركته الفعالة في المناقشات أزيلت هذه الشكوك واتضح أن فكره كوزير للصناعة ينصب علي الحفاظ علي هذه الخصوصية‏.‏ وقد تحدث في مشروع مركز الموضة والذي سيتم عن طريقه تطوير الملابس السيوية وإعدادها بما يتناسب مع الذوق العالمي‏,‏ وإقامة عروض للأزياء السيوية في الداخل والخارج من خلال إنتاج سيدات سيوة‏.‏

أما المفاجأة الغريبة والتي جعلت من سيوة جنة الأرض هي قرية جعفر التي يملكها الخبير البيئي منير نعمة الله‏,‏ ولهذه القرية قصة طريفة‏..‏ فقد كنت ضمن المحكمين لجائزة أغاخان في العمارة وهذه المؤسسة تختار أهم عمل معماري إسلامي علي مستوي العالم كله‏.‏ ووجدت أن هناك آلاف المشروعات المرشحة‏,‏ ولذلك فقد ركزت علي دراسة المشروعات المصرية واخترت مشروعين الأول متحف النوبة والثاني قرية جعفر‏.‏ وسبب اختياري لقرية جعفر دون أن أراها هو بناء القرية بالطوب اللبن علي الطراز المعماري السيوي‏,‏ واستعمال أدوات بيئية كاملة حتي الأكل الذي يقدم بالقرية تتم زراعته بجوارها ولا يوجد بها أي شيء يجعلك تتذكر المدينة‏,‏ فلا يوجد كهرباء ولا دخان ولا ضجيج‏,‏ ولذلك قلت إن صاحب هذه القرية عبقري‏,‏ فهو رجل يعرف أهمية البيئة حتي أنه جعل أثاث الغرف من البيئة المحلية وكل ما فيها يذكرك بالماضي‏,‏ حتي أنه لم يصنع مفاتيح للغرف‏;‏ لأن أهل سيوة لا يغلقون منازلهم لأن هناك أمانة مطلقة حتي لو أن أحدهم وجد كنزا لأعلن عنه وهم لا يذهبون إلي الشرطة لأن كل مشكلاتهم تناقش من خلال مجالس القبائل الإحدي عشرة التي تحكم سيوة‏.‏

 

 

وللأسف أرسلت مؤسسة الأغاخان مهندسة لبنانية لا أعرف كيف قامت بكتابة تقرير تظهر به أن قرية جعفر ومتحف النوبة لا يستحقان الجائزة‏.‏ وللأسف ساقت أسبابا ليست لها صلة بالعمارة‏.‏ ولا أود أن أدخل في مناقشات ليس لها فائدة بالنسبة لقرية جعفر‏,‏ لأنني لم أرها ولكن قاتلت من أجل أن يحصل متحف النوبة علي الجائزة وقد نال المتحف فعلا هذا الشرف‏.‏

أما الزيارة لهذه القرية والمبيت فيها هو حدث مهم جدا‏,‏ فهي تأتي إليها نوعية خاصة من الناس الأثرياء الذين يعرفون قيمة سيوة وأهميتها‏.‏ وهذا النوع من القري معروف في البلاد المتقدمة التي تحافظ علي
البيئة‏.‏ وجذب السياحة الغنية شيء نفتقده في مصر الآن‏,‏ فلدينا مميزات لا توجد في أي مكان في العالم‏.‏ لدينا آثار رائعة ساحرة ليس لها مثيل‏,‏ واحات بديعة منتشرة علي أرض مصر‏.‏ مياه شواطئ جميلة وشعب طيب‏,‏ كل هذا يجعل شركات السياحة تعمل علي جذب السائح الغني الذي يفيد مصر‏,‏ ونبتعد عن السائح الذي يزور مصر ويصرف القليل‏.‏ ولدينا مثل من إيطاليا في جزيرة سردينيا‏,‏ فالفندق يبيع الليلة بما يوازي‏3800‏ دولار والجزيرة محجوزة لسنوات مقبلة والسبب هو خصوصية الجزيرة واتفاق الكل علي بيع الفنادق بهذه الأسعار‏.‏

هذه هي الجنة المفقودة التي عثرت عليها‏.‏ وقد استعرت تعبير الجنة من الصديق الكاتب عادل حمودة‏.‏ والحكاية بدأت ونحن نجلس علي الأرض داخل مزرعة بسيوة تحت النخيل المثمر ومعنا السفير النمساوي فريدناند والخبير السياحي علوي فريد ورجل الأعمال محمد الحلوجي والمناقشة كانت حادة بعض الشيء‏,‏ فالبعض يؤيد المشروعات الجديدة لسيوة والبعض الآخر لا يقف ضدها وأنا منهم وعادل حمودة لا يؤيد أن يلمس أحد سيوة‏.‏ وهنا ونحن نقف بعد المشاحنات الطاحنة وجدت عادل حمودة يقول بلهجته الحادة‏:‏ لا تقتربوا من هذه الجنة‏..‏ أما تاريخ سيوة وآثارها فهذا حديثنا المقبل بإذن الله‏.‏